بطـل .. لا يـموت
حارب الفقر، وخاض معركة مثيرة ضد الإمكانيات، ليحول صمت ” الاسمنت ” إلى أرض خصبة تفيض بالذهب، كتبت على تربتها وبين أزقتها مسيرة خالدة، يصفها الكثيرون بالاستثنائية، كان أبرز عناوينها ” مضر “.
أتجول في تلك القرية الحالمة، لعلي أطلع على ما تخفيه من أسرار، فيأسرني ” عبق ” الماضي الجميل، مازجا لوحة فريدة من نوعها، ألوانها البساطة والانتماء والتلاحم، وقماشها: ” أرض القديح “.
تبسمت، فما رأيته كان كافيا لي من أجل معرفة أسرار الذهب، ذاك الذي بحث عنه أبناء القديح طويلا، حتى أصبح صديقا وفيا لهم، قادهم لاعتلاء منصة أكبر القارات، وسجل لهم أولوية تاريخية، سمي فريقهم من أجلها بـ ” العالمي “.
ولأنه ” مضر “، فإن التحديات لا يمكن لها أن تفارق مسيرته، تلك التي مرت بتذبذبات مثيرة في أحيان، وتكالبت فيها الظروف عليه في أحيان اخرى، دون أن تمنعه من ارتقاء منصات التتويج، ليرسم منهجا خاصا، غنى قصيدته عشاقهم ” بطل لا يموت “.
عرفنا الأملح قويا بلحمته، لكن ” رقعة الخلافات ” بدأت في الاتساع شيئا فشيئا خلال الأعوام الأخيرة، وهو ما ينعكس سلبيا بالتأكيد على أداء الفريق، الذي ظهر في العديد من اللقاءات دون روحه المعهودة، ليوجه رسالة استغاثة واضحة، مفادها: ” اتحدوا من أجلنا “.
هكذا هي الأندية الفقيرة ماديا، الغنية برجالها، لا يمكن لها أن تتألق وسط الخلافات، فوقودها الوحيد يتمثل في الحب النابع من أفئدة البسطاء، وبالدعاء الخالص من قبل الأمهات.
· بين السطور: عودوا لبسطاتكم وحبكم وعشقكم الجارف .. وسيعود مضر عالميا كما عهدتموه