النادي والمجتمع
إدارات النادي المتعاقبة دأبت على أن يبقى الكيان ثابتا وصامدا في ظل كل الظروف وكل التحديات ورغم قلة الإمكانيات استطاعت ليس في بقائه فحسب بل أيضا في تميزه وتحقيق ألعابه ولاعبيه الكثير من الألقاب على المستوى المحلي والعربي والعالمي، من هنا كلنا يدرك ما يمثله النادي من رمزية كبيرة لبلدنا ولشبابنا وماله من أهمية كبيرة في إحتضان أولادنا جيلا بعد جيل منذ بداية تأسيسه وحتى الآن.
لذا كان لزاما على كل إدارة تتولى دفته أن تكمل مسيرة ما سبقوها وتحافظ على الإنجازات وتجتهد للتغيير والتطوير للأفضل في كل مجالات النادي، بعد هذه المقدمة سنتطرق بكل شفافية لبعض النقاط في موضوع مجتمعية النادي:
أولاً: في فترة من الزمن كانت الأندية ومنها نادي مضر البيت الذي يحوي في أروقته جميع فئات المجتمع وكانت تنظم فيه الفعاليات الرياضية والثقافية والاجتماعية وكانت فترة ذهبية بما تحتويه من الجمعة الطيبة لجميع أفراد المجتمع القديحي وكان المثقفون عمودا أساسيا فيه بل روحه التي يتنفس منها .
ولكن وللأسف ذهبت هذه الفترة الذهبية والتي نصاب بالحسرة عليها ليس بسبب إدارات النادي المتعاقبة ولكن لتغير الزمن والأحداث حيث كان السبب الرئيس في تدهور هذه الحالة الجميلة هو تنحية الحالة الثقافية والاجتماعية من الأندية بقرار من وزارة الرياضة حيث تم إلغاء القسم المختص بالنشاط الثقافي والاجتماعي في مكتب الهيئة وكذلك إلغاء المنسق الثقافي الخاص في النادي والذي كان يتبع مباشرة مكتب القطيف ومهمته تنسيق الفعاليات الثقافية والاجتماعية وجميع المسابقات الرسمية حيث ارتضوا للأندية أن تكون فقط رياضية وهذا كان قرارا خاطئا جدا خاصة لأنديتنا التي تعد بمثابة بيوت للشباب.
ثانيا: نحن كإدارة مكلفة من موسمين كانت خطتنا واضحة بأن نعيد توهج النادي في كافة الأصعدة وبنائه من جديد كمؤسسة حقيقية يكون فيها الأهالي أفرادا من النادي فهو منهم ولهم وأول ما فكرنا فيه هو إعادة النور للمجد الثقافي والمجتمعي للنادي ولذا شرعنا ولا زلنا في ترتيب النادي لأن يكون مهيأ لإحتضان الجميع فبدأنا بصيانة لجميع ملاعب النادي وعمل الشراكة مع المدارس الحكومية ونوادي الحي وكانت للنادي مشاركة مجتمعية فاعلة مع إدارة سجون القطيف برعاية أنشطة رياضية للنزلاء.
وكذلك شراكة مجتمعية مع جمعية مضر الخيرية وتنظيم فعالية للأطفال في العيد العام الماضي وكذلك تبني بعض المنظومات الثقافية في البلد كجماعة مصوري القديح ( وميض )لتكون تحت مظلة النادي إضافة إلى تنظيم محاضرات للمدربين على تطبيق الزوم برعاية نادي مضر. وأيضا نعمل على الإنتقال من المبنى القديم للمبنى الجديد ليكون واجهة أفضل في إستقبال الضيوف وفي العمل الإداري كما نعمل حاليا على بناء صالة نموذجية مع خدماتها في ملاعب النادي الأساسية والتي بلا شك ستكون منطلقا لفعاليات ونشاطات أكبر بإذن الله وهناك ملعب رديف سيتم إنجازه في أقرب وقت كما لا يخفى أن الإدارة تتابع بشكل مستمر الحصول على أرض حكومية لتكون عليها المنشأة التي يستحقها نادينا بكل جدارة وهي التي ستكون المنطلق الحقيقي للنادي بكل تفاصيله.
ثالثا:
نحن كمجلس إدارة نرحب بكل الأفكار والمقترحات التي من شأنها تطوير وتعزيز وجود النادي مع المجتمع فقلوبنا مفتوحة للجميع فهذا النادي ليس حكرا على أحد فهو مؤسسة رسمية لخدمة كل شرائح أهلنا وأحبتنا في هذه البلدة الطيبة فأهلا بكل طاقة وكل مبدع وكل كفاءة معنا لنعمل سويا في رفعة هذا الكيان وإعادة كل الأنشطة فيه بما يخدم أفراد مجتمعنا الحبيب وكما أن ملاعب النادي ومرافقه مفتوحة لكل الأنشطة والفعاليات لكل الجهات التي تطلب منا أن تكون تحت رعاية النادي حسب اللوائح والقوانين.
ختاما: النادي يرحب بكل الإنتقادات البناءة التي تصب في المصلحة العامة وفي الهدف المنشود وتدعو الكفاءات القديحية الإلتفاف أكبر نحو ناديها ووضع الحلول والأفكار الإيجابية التي من خلالها تخرج المبادرات الفاعلة التي تنفع المجتمع والأهالي ويدعو أيضا كل الطاقات لتشكيل منظومة جديدة متنوعة من أهل الخبرة والكفاءة والشباب لتمسك بزمام إدارة النادي وإكمال المسيرة للأفضل بنفس جديد وروح جديدة لتعطي أفضل ما عندها لخدمة هذا الكيان وهذه البلدة الغالية علينا جميعًا.
المهندس علي كريم اليوسف
“المدير التنفيذي لنادي مضر”