الموت هو أحد السنن الكونية التي أقرها الله سبحانه وتعالى،
وما هذه الحياة الدنيا إلا مجرد محطة مؤقتة نمر عليها قبل الموت.
وفي الوقت الذي فجعت فيه جماهير و منسوبي نادي مضر وعشاق كرة اليد العربية والافريقية برحيل المدرب الجزائري القدير كمال مادون، فإننا يجب أن نتوقف عند محطة مميزة من حياته التدريبية .
تلك التي صنع من خلالها التاريخ برفقة “الكواسر نعم هكذا كانت البداية بعد دخول عضوية مجلس إدارة نادي مضر، ورغبتي الكبيرة في رفع مستوى كرة اليد المضراوية عبر الاتجاه للمدرسة الجزائرية التي تفرض أسمها على مستوى القارة الافريقية تدريبياً .
وعليه أقترحت التعاقد مع أحد الأسماء الجزائرية المعروفة وبعدها كلفني مجلس الإدارة بتلك المهمة، وسط تأييد من قبل رئيس النادي السابق سامي آل يتيم والمشرف العام السابق على لعبة كرة اليد علي آل مرار .
وحقيقة كان مدرب منتخب شباب الجزائر سفيان حيواني هو الخيار الأول بالنسبة لي، حيث بدأت التفاوض معه ورحب بالعمل مع اليد المضراوية، لكن ظروفاً عائلية حالت دون إكمال التعاقد .
وحينها رشح وأوصى بالتعاقد مع المدرب كمال مادون، الذي سبق له تدريب منتخب ناشئي الجزائر، والتدريب في الدوري التونسي الممتاز، وأحد الأسماء المميزة والحضور القوي والكبير على مستوى التدريب.
وبالفعل وصل الأسطورة كمال مادون وما أن وطئت قدماه أرض القديح حتى اندمج بشكل مثير مع أبنائها . فأصبح أباً وأخاً وصديقاً يواصل ويشارك الجميع مناسباتهم راسماً تاريخاً جديداً لليد المضراوية وللقديح البلدة التي أحبها وأحبته حتى مماته، فعلى الرغم من عمله في العديد من الأندية الجزائرية والخليجية، إلا أنه ظل دائم التواصل والسؤال عن القديح الحالمة وأهلها التي عاش رفقتها. ذكريات لا يمكن تنسى ، ولا ينسى أحد مواقفه الكبيرة حينما بادرت بصفتي رئيساً للنادي في الاتصال به لحاجة الفريق لمدرب يقود الفريق بصفة مؤقتة عند إستضافة النادي للبطولة العربية لكرة اليد ، وأعلن عن حضوره دون
أي تردد، مكررا ً كلماته ” أنا إبن
القديح .. والقديح تستاهل ”
والعزاء لنا جميعاً ولعائلته الكريمة ورفيق دربه المدرب سفيان حيواني رحمك الله أيها العم فسوف تبقى ذكراك خالدة في قلوب كافة أبناء القديح.
علي سلمان العنكي (ابو فراس)
رئيس نادي مضر الأسبق