معادلة تحقيق الإنجاز
أن تكون مطالباً بالمزيد من الإنجازات وأنت لا تملك شيئا في جيبك … معادلة صعبة وغير عادلة ولكن هنالك من إستطاع التغلب عليها.
ففي جميع المنشآت الرياضية والثقافية والعلمية تعتبر المادة الرقم الصعب لاستمرار النجاح وبدون هذه المادة لا يمكن للمشاريع أن تستمر بل تنهار وتفشل، وأمامنا اليوم في نادي الأبطال النادي العالمي مضر المتجدد، أزمة حادة بل لنقُل أزمات متنوعة ومشاكل كبيرة لا تتوقف على عدم توفر المادة فحسب.
إن جميع المنشآت في حاجة إلى نوعين من الدعم ، المادي الذي يسير بها نحو النجاح والمعنوي المساند لها في جميع الأوقات، وغياب أي نوع من نوعي الدعم سيعني السقوط لا محالة، ولكن العزيمة والإصرار الفولاذي على شق الطريق وبلوغ المجد، هو الذي أوصل كرة اليد إلى هذا المستوى العالي؛ حيث باتت يد العالمي رقماً صعباً على الخارطة السعودية والآسيوية، بل والعالمية أيضاً وجميعنا نتذكر اللقاءات القوية وإحراج الفرق الكبرى على مستوى العالم في السوبر جلوب.
المكانة التي وصلت إليها يد العالمي جاءت نتيجة العزيمة والإصرار وأيضاً إمتلاك الموهبة والجدية ويضاف لها المساندة الجماهيرية العارمة، مع بقاء المادة شحيحة في أيدي الإدارة وهو ما منعهم من التخطيط الجيد لمستقبل العالمي، وفي هذا الموقف يجب الإشادة بالإدارة الذهبية للرئيس الدكتور سامي آل يتيم وشكرها على بذلها الجهد الفائق في استمرار حصد الإنجازات رغم الظروف الصعبة والضغوط التي لا تتوقف، وهي كذلك تضع الإدارة الحالية بقيادة الأستاذ أحمد المرزوق – شافاه الله من مرضه – في أزمة أكبر ومسؤولية لا تقل عن سابقه.
فالإنجازات التي تم تحقيقها تمثل ثقلاً على كاهل الإدارة الحالية وهي تريد المحافظة عليها وزيادة حصد الكؤوس والبطولات، ولكنها تصطدم بجدارين من المعوقات؛ مادية ومعنوية، المادية في قلة ذات اليد والمعنوية في الضغط الجماهيري على اللاعبين والمدرب والإدارة حال الإخفاق في مباراة أو في بطولة من البطولات.
لن نتحدث عن سبب الأزمة المادية فبرأيي الجميع يدركها ويعرف أسبابها والحلول المتوفرة ليست بالكثيرة، ولكن قد يمكن التخفيف منها عبر الدعم القليل لخزينة النادي، وهذا القليل حينما يتوزع على شريحة واسعة من الأشخاص سيكون له قيمة كبيرة وسيساهم في حل العديد من المشكلات كالتعاقد مع اللاعبين الممتازين أو المدرب القادر على قيادة دفة الفريق وكذلك توسيع خيارات الإدارة وقدرتها على صيانة الملاعب وتجهيزها.
وأظن العملية سهلة جداً لو طبقناها بالصورة التالية: “ناديك يناديك” هو الشعار للحملة الترويجية الكبرى ليد العالمي، فلماذا لا يتم عمل صناديق صغيرة توزع في المحلات التجارية داخل البلد (وربما خارجها) وتكون مخصصة لدعم النادي؟ وكل شهر يتم استبدالها وإفراغ محتوياتها، عملية سهلة وغير مكلفة وينبغي أن تترافق مع دعاية إعلامية مناسبة لتشجيع الناس على البذل لهذا الكيان الذي أسعدنا.
أما من ناحية المساندة المعنوية فللجميع مشاعره وأحاسيسه وإظهارها ليس بالفعل المشين، ولكننا نريد توظيفها في مستقبل يد العالمي ودفع اللاعبين لتحقيق أقصى درجات الإنجاز وحصد الكؤوس، فليس صعبا علينا ونحن نتابع المباريات أن نشاهد تذبذب المستوى وربما خسارة مباراة أو بطولة ولكن هذا أيضا لا يعني نهاية المطاف، فاللاعبون بشر والمنافسات ليست سهلة والفرق الأخرى مستواها ارتفع، وعلينا إدراك الحقيقة التالية: إن الفوز على نادٍ بحجم مضر يعتبر بطولة في حد ذاته، وجميع الفرق تسعى لإلحاق الهزيمة به، فما هو دورنا نحن؟
بكل بساطة دورنا هو الإيمان بالفريق وأنه قادر على تحقيق الإنجازات إذا إبتعد عن الشد العصبي والضغط النفسي وأكبر مسبب لهذا الضغط هو الجمهور أي نحن، الفكرة هي أن نثق في فريقنا وقدراته ولا نكون عدوانيين عند الهزيمة الأولى أو الثانية بل أن نكتشف مواطن الخلل ونعمل على إصلاحها، ولا أريد الخوض في الفرق المنافسة ولكنني سأذيع شيئاً يعرفه الجميع، لماذا تراجعت فرق مثل الخليج والأهلي وتفوق مضر بالمقابل؟ ألا يدفعنا ذلك إلى التساؤل؟ أظن الإجابة موجودة في النقطتين اللتين تحدثت عنهما: الدعم المادي والضغط النفسي، فمتى وُجدت الإدارة القادرة على التوليف بينهما وحلهما بحكمة سيكون الطريق بعون الله مليئـاً بالكؤوس والجوائز.