المعجزة التي تحققت
من كان يظن أن نادي مضر في إمكانه أن يقارع أعتى الفرق الآسيوية وينتصر عليها؟
كأنه شيء من الخيال أو الحلم ولكنها الحقيقة المرة التي تهرب منها جميع الأندية المشاركة في البطولة الآسيوية لكرة اليد بالكويت.
المعجزة ليست في الانتصار والهزيمة فهما أمران طبيعيان في عالم الكرة المستديرة سواء على مستوى القدم أو السلة أو التنس أو اليد.
المعجزة في استطاعة فريق لا يمتلك منشأة رياضية متكاملة… بل لا يمتلك ملعبا كبقية الفرق في تحقيق الانتصارات وإحراج أعتى الفرق
هذه هي معجزة الفريق المضراوي… معجزة الروح المضرية التي ترفرف عاليا في جميع المحافل ولا ترضى بغير الفوز والانتصار مهما اشتدت عليها المصاعب وتكالبت عليها الظروف.
ولعل الفائدة الكبرة من مشاركتنا في البطولة هي استعادة المعجزة لتوهجها من جديد، فلم يذق الجمهور طعم المستوى اللذيذ إلا مؤخرا وتحديدا خلال مباراة الكويت الكويتي.
بالنسبة لمشجعي النادي المضراوي ورغم استعجالهم لتحقيق الإنجازات والبطولات وشغفهم للوصول إلى المنصات ومساندتهم للفريق في أحلك المواقف والظروف فإن هناك رسالة ينبغي أن تصل إليهم وترسخ في أذهانهم.
أيها الجمهور العظيم: إن أي فريق معرض لحالات هبوط مستوى، وهو شيء شائع ولكن العبرة في كيفية تجاوز هذه الحالات والعودة لسكة الانتصارات، وهو ما يجب ألا يغيب عن أذهانكم، فالطريقة الوحيدة لعودة الروح واستمرارها تتمثل في المساندة ومؤازرة الفريق.
بالطبع لا يحتاج الجمهور المضراوي إلى دعوة لحضور المباريات وتكريم اللاعبين، لكنه يحتاج إلى ثقافة التعامل مع اللاعبين بعد مرحلة الفوز وبعد مرحلة الإخفاق، فبعد الفوز ينبغي الاحتفال والابتهاج لكل ما تم إنجازه.
أما بعد الهزيمة فإن إعلان المساندة للفريق وعدم تحميله الخسارة بكاملها سيؤدي إلى إزالة الضغط عن اللاعبين وسيشعرون بالتلاحم فيما بينهم وبين الجمهور.
وهنا أختم بفكرة أحجار الدومينو التي تتساقط الواحدة تلو الأخرى بسبب سقوط الحجر الأول، إن الهزيمة تولد الهزائم والانتصار يولد انتصارات تالية، ولذا يجب ويجب ويجب عدم تحميل المسؤولية للاعبين نتيجة الخروج الآسيوي، بل وأقترح استقبالهم استقبال الأبطال.
وهكذا نكون قد ضربنا عصفورين بحجر واحد، الحجر الأول أعاد للاعبين الثقة في أنفسهم وسيجعلهم يواصلون مستواهم المتصاعد، والحجر الثاني أصاب إدارة النادي التي ينبغي أن تقيم دورات نفسية وتثقيفية للاعبين في قوانين اللعبة وكيفية الخروج من الأزمات.
وختاما تذكروا أن سقوط الحجر الأول يتلوه سقوط مئات بل آلاف الأحجار في لعبة الدومينو وأن إعادة ترتيبها يستهلك الكثير من الوقت والجهد والمال وهي الأمور التي لا تتوفر في #نادي_مضر.