مضر .. بنكهة عالمية للمرة الثانية
التأهل المستحق للسوبر جلوب العالمي والذي كاد أن يُسلبُِ من مضر القديح لم يكن ليكون لولا الروح التي يمتلكها لاعبوه لكرة اليد ، والتي لازالت تحير الرياضيين . فهؤلاء الأبطال تراهم في وسط غفوتهم يهبون كالفرسان هبة واحدة ، ليفاجئوا خصومهم بصحوتهم المعتادة ، وينتفضوا في الوقت الأهم ويقلبوا الطاولة على أكثر المتشائمين ، ويخطفوا الأبصار بالجدارة والصدارة ، والتي تعودناها منهم وبأن مضر يحرزها بأضعف الإمكانيات المتاحة ، وأقل الإستعدادات الممكنة ، وما حصل في الكويت كان خير دليل على ذلك ، ولهذا فإنه من غير المستغرب أن لا يفقد الجمهور المضراوي ثقته في أبطاله ، مهما واجهتهم من عراقيل ومطبات ، فهم على ثقة بأن هؤلاء يملكون سراً لا تملكه معظم الفرق على اختلافها ، كما يملكونه هم ونعني الجمهور الذي يأبى إلا أن يكون معهم أينما كانوا ، وكيفما كان مستواهم ، فلا غرابة أبداً بأن يتواجد المضراوي العالمي وباستحقاق للمرة الثانية في هذا المحفل الأبرز في العالم على مستوى كرة اليد .
والإتحاد الدولي لم يتفضل على مضر السعودي بذلك ، بل هو أنصف الفريق المضراوي ، ورد له إعتباره وحقه المستحق ، ونحن لا ننسى هنا دور الأستاذ محمد المنيع رئيس الإتحاد السعودي لكرة اليد ، والذي وقف وقفة وطنية لافتة ، ودفعته غيرته على أبناء بلده بأن يكافح ويدافع حتى يعيد الحق لأهله أمام الأخطاء التحكيمية الجسيمة التي حدثت وعلى مرأى من العالم ، ومن اللجان الموجودة ، غفلة أو رغبة في إقصاء مضر من التأهل الثاني . هذا التأهل الذي سوف يظل في سجل التاريخ الرياضي السعودي مصدر فخر بأبناء الوطن المعطاء حين سطره أبناء القديح بإمكانياتهم الخجولة ، ونحن لا نظن إلا أن هذه الإمكانيات هي من الدوافع التي دفعتهم للتأهل وبأن يكونوا على هذا المسرح العالمي للمرة الثانية .
ليس المطلوب من مضر الآن أكثر مما كان ، وإن كانت الرياضة حبلى بالمفاجئات ، إنما الواقع يفرض نفسه ، والواقع يقول أنه وإن لم نصلوا حتى الآن مرحلة المنافسات العالمية ، ولكنهم كما غيرهم من الفرق السعودية الطموحة في الطريق لذلك إن شاء الله، ما دام الإهتمام بالرياضة هو الآن من أولويات اهتمامات قيادتنا الرشيدة حفظها الله ، وقد كان أول الغيث ما ضخته الهيئة العامة للرياضة من أموال للأندية ، فضلاً عما أقرته من نظام مسابقات كفيل بأن يجعل التنافس الرياضي على أشده في سبيل حصد أكبر ما يمكن من نقاط والظفر بميزانية مالية معتبرة تتناسب والإنجازات الموسمية والمتمثلة في المراكز المتقدمة المتحققة وهي التي بناء عليها تصنف أولوية الدعم ومقداره .
الإستعداد الذي كانت عليه الكواسر المضراوية يبشر بموسم تنافسي شيق ، وبعزيمة واضحة على أن مضر لن يتخلى عن مشاركة القمة ، ومنافسة فرق الوطن على الظفر بها وبجوائزها المالية والذهبية.
كانت بطولة أسيا هي محطة العبور للمحفل العالمي ، وها هو مضر وسط هذا المحفل ،. ونحن راضون عن هذه المرحلة ، وسوف نكون راضين تمام الرضا إن رأينا كواسره يتألقون مع شقيقهم كواسر الوحدة ويقدمون صورة تليق بالرياضة السعودية ، وبالإهتمام الذي تحظى به كرة اليد ، بغض النظر عن النتيجة النهائية للفرق المنافسة وهي صفوة الفرق العالمية والتي من بينها مضر والوحدة العالميين.