بطل كأس ونخبة .. وعلى الأسفلت يتدرب
📝محمد البكر
لو قال لك صديق بأن هناك فريق حقق بطولة النخبة 11 مرة، وكان بطلاً لآسيا، وأن هناك تسعة من لاعبيه يمثلون المنتخب السعودي لكرة اليد، من بينهم كبتن المنتخب حسن الجنبي ، لا يزال هذا الفريق البطل يتدرب على ملاعب من الأسفلت، فهل ستصدق ما قاله ذلك الصديق !؟ . هذا هو حال فريق نادي مضر بالقديح، الذي لا يزال مسؤوليه وعلى مدار أكثر من عقدين من الزمن وهم يحاولون الحصول على أرض مناسبة لإقامة منشأة رياضية لأبناء بلدتهم.
أعرف تماماً بحكم أنني من أبناء المنطقة الشرقية ظروف تلك البلدات من ناحية عدم وجود أراض ذات مساحات كبيرة يمكن لوزارة الشباب ومن قبلها الرئاسة العامة لرعاية الشباب إدراجها ضمن مشاريعها المستقبلية. فقد أطلعت على خطاب بتوقيع سمو الأمير سلطان بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب السابق بتاريخ 15 /3 / 1428، والذي يطلب من إدارة النادي آنذاك البحث عن أرض مناسبة ذات مساحة كافية لإقامة منشأة يستفيد منها أبناء القرية بشكل عام والفرق المتميزة في النادي بشكل خاص، حيث أن الأرض المقترحة آنذاك يشقها طريق وأملاك خاصة ومزارع.
هل يعني ذلك الاستسلام وعدم البحث عن مخرج للخروج من عنق الزجاجة هذا !؟ أعتقد أن هذه القضية ليست قضية أبناء النادي ومسؤوليه فقط، بل مسؤولية مشتركة بين أمانة المنطقة ووزارة الرياضة وأرامكو. فمن المؤكد بأن الأمانة وهي المسؤولة عن الأراضي ، ضرورة البحث بجدية عن أرض مناسبة . كما أن وزارة الرياضة يمكنها تكليف مكتبها بالشرقية لمتابعة الأمر مع الجهات المعنية. أما أرامكو فهي التي تملك المفتاح السحري لحل هذه المشكلة. كونها تملك أرضاً مناسبة لإقامة المنشأة.
فمع أن المحاولات مع أرامكو استمرت لأكثر من 10 سنوات لفك الحجر عن إحدى الأراضي المناسبة والواقعة على شارع رئيسي فيه قاعات أفراح وأماكن شبابية وقريبة جداً من المنطقة السكنية، إلا أن الشركة ترفض رفع الحجر عنها حتى اليوم . هذا لا يعني أن أرامكو تتعمد ذلك، فلربما وهو الأقرب أنها فعلاً بحاجة لتلك الأرض، لكن أيضاً هي عليها مسؤولية اجتماعية، وهو الأمر الذي تعودنا عليه من هذه الشركة الوطنية العملاقة.
لعل مقالي هذا يحرك المياه الراكدة، ويدعم جهود وزارة الرياضة لإنشاء مقر لأبناء هذه البلدة، ولفرقها المختلفة، وخاصة فريق كرة اليد المرصع تاريخه بالذهب والداعم الرئيس لمنتخبنا الوطني .
أناشد شركة أرامكو وهي صاحبة المبادرات الكثيرة التي ساهمت في تطوير مجتمع المنطقة الشرقية ورياضتها منذ الخمسينيات الميلادية، أن ترفع الحجر عن الأرض المقترحة والتي ليس لها بديل، لا في وقتنا الحالي ولا في المستقبل المنظور. ولكم تحياتي.