هل يُعقل؟ مضر بطل الثنائية!
رواة التاريخ كيف سيتعاملون مع المجد البرتقالي الذي تحقق لهذا الموسم 2019/2020م، فخامس الترتيب الذي خسر 7 لقاءات، وتعادل مرة، وفاز مرتين. هو البطل في مسابقتين شرستين جدًا. بل يتصاعد منها الدخان، بطولتي الكأس والنخبة.
مضر في بدايته حكاية، وفي أوسطه، وفي تاريخه الحالي. شيء يدعو للغرابة والذهول. فمن الأرض الصلبة يبلغ ذروة المجد. ومن ميزانياته الصفرية يحقق الإعجاز. كيف يمكن لهذا النادي الذي لا يستطيع توفير أبسط الأدوات أحيانًا أن يكون بطلاً شامخاً للعبة جماعية، منذ 13 عامًا. وكأنه يتلاعب بالمعطيات ويقلل من دور الأدوات. ويدخل الميدان رافعًا سيفه، محاربًا بدمائه، قاصدًا قمة المجد، بلا كلل أو ملل.
لا يمكن تصديق رواية ما بعد كورونا، فذلك الفريق الذي لا يجد الحلول، لم ينهض من كبوته فقط، بل أصبح أقوى مراسًا وأشد بأسًا من الماضي. فهو يصعّد الفوارق التهديفية دون رحمة، ويعود رغم تأخره بالنتائج، ويُقنع خصمه قبل جمهوره، حتى شهد له الشارع الرياضي على إختلاف ميوله وتعدد أنماط المتابعين، وكأن كواسر مضر يقولون: قد نمرض.. ولكن لن نموت ما دمنا على قيد الحياة!
يستحق أن يكون نادي مضر هو النموذج، لأن ما يعمله يضاهي صناعة بطل أولمبي، وما يقوم به أنصاره وأبناءه يجعل الأعين تتوقف عند حدود الغرابة، وتقول: ما السر فيك يا مضر!
في الـ 17 من أكتوبر، وقبله في 15 و16 أكتوبر. صنع كواسر مضر ملاحم عالمية على صالة الجوهرة (صالة الملك عبد الله الرياضية بجدة)، وكتبوا على الأرضية الرزقاء أسمائهم كأول الأبطال الذين رفعوا كأس بطولة النخبة وهتفوا أهازيجهم في غرف الملابس، ليكون الإنجاز الثاني في أقل من شهر فهم رفعوا بأياديهم الحديدية بطولة الكأس على صالة الوزارة بجدة بتاريخ 25 سبتمبر، 2020م.
إنجاز تتوقف معه السطور والعبارات والكلمات، ولكن لا يتوقف معها العزف العالمي، فمضر قائده عمدة، وصانع ألعابه (مايسترو)، ونجومه قدموا أرواحهم وأسندوا ظهورهم أمام أعتى وأقوى الفرق والمحترفين، حتى تقلدوا الذهب. وأوصلوا النادي المعجزة إلى البطولة الـ 11 في ظرف 13 عامًا فقط، مضر أنت رواية الجنون حقًا.