الخياط والعلويات قصة عشق مختلف
الكاتب: إبراهيم الزين
لا يمكن في العمل الناجح أن نميز طرفاً عن آخر مهما كان دوره ومكانه ، وكل فرد يعتبر جزءاً مكملاً في أي نجاح يتحقق.
في كرة اليد المضراوي يلمع نجمان بشكل مختلف .. نجمان حاضران دوماً وعلى مدار الساعة ومع كل خطوة يخطوها الكواسر إنهما العلويات أبو حيدر والخياط أبو علي وقصة عشق مختلف .
في اللحظة التي شق فيها الكواسر طريقهم نحو المجد كان ابو حيدر العلويات طرفاً في جسد الفريق لا ينفك عنه ولا ينفصل ولا يغيب ، بل أن الفريق لا يكتمل بدونه ، والمراقب والفريق يفتقدونه كثيراً إن غاب ، وقد راقبت هذا الإنسان المعطاء طويلاً وهو يذوب في كرة اليد وفريقه بالخصوص وناديه في العموم ، وعرفته لما يزيد عن عقدين ، شعلة من النشاط مع الفريق الأول ، وجميع الفئات ، بل وعلى مستوى الكيان المضراوي أيضاً.
الرجل له حضور مميز خاصة مع اللاعبين ، وهو جزء من الطاقة الإيجابية التي يحتاجها الفريق ، ويحظى بمحبتهم له وكذلك الجهازين الفني والإداري ، فهو بمرحه وزعله “العابر” ومشاكساته ومشاكسة اللاعبين له يعتبر كالملح للطعام ، لا غنى عنه اطلاقا ، وقد رافقت الفريق في بعض سفراته فوجدت له حضوراً لافتاً نغبطه عليه كما نغبط الفريق بوجوده الدائم معهم ، وأصبح معروفاً في الأوساط الرياضية وبنسبته للكواسر المضراوية
في المقابل لا يختلف العاشق الحاضر الآخر عنه وهو الرائع أبو علي الخياط ، ذلك الرجل الذي يتميز بشبابيته وطاقته الوقادة ويثبت يوماً عن يوم أن العمر لا يحد بالسنين ، إنما بالعطاء والروح المشتعلة بالجهد والتفاني، وهو الذي يزداد عنفواناً وطاقة كل يوم، حفظه الباري تعالى.
هذا الإنسان الجميل أتى من بعيد لينضم للكوكبة ، ويحوز على مكانة مميزة في القلوب تزداد وهجاً يوماً عن يوم ، كيف لا وجميع أفراد الفريق يعتبرونه بمقام والدهم ، ويبادلهم نفس الشعور ويعتبرهم أيضاً أبنائه عن صدق وحقيقة بمواقفه وعشقه لهم ولفريقهم ، ويكفيك أن تراه في المدرجات كيف يلتهب حماساً وتشجيعاً ويشد من أزر كل لاعب ، وكيف يتفانى في خدمة الفريق ويقدم أقصى ما يستطيع بحركته الدؤوبة ونشاطه المستمر.
يؤكد لنا هذا الإنسان ألف مرة أن العمر لا يتوقف ، والحياة أجمل وأوسع مما نظن ، ويمكن للمرء أن يجدد عمره ويعطيه بعداً ومعنىً آخر بعيداً عن الرتابة والروتين ، وهذا ما قام به الخياط أبو علي حين التحق بجوقة الكواسر ليقدم معها أرقى وأعذب الألحان الرياضية في صالات الرياضة ، وليصبح اسمه مرتبطاً بفرقة الذهب المضراوية .
العلويات والخياط عينان في رأس الفريق البرتقالي ولا غنى عنهما ، ولم يختلف عليهما اثنان ممن مروا على الفريق ، ومن لازالوا ، سواء لاعبين أو إداريين أو مدربين ، فالجميع يتفق على أهمية حضورهما لشخصيهما وليس لشيء آخر هما في الأصل يقومان به دون تكلف أو تكليف .