آراء ومقالات
الضيف يطوف بقرية الكواسر
الضيف يطوف بقرية الكواسر
- في القديح تبتهج الشوارع وترتسم على الأزقه ابتسامة فرح تخبر المارة أن كواسر مضر عادوا للديار مُحملين بذهب جديد , يسترشدون به لأحلام أكبر وتستطيل به نخلاتهم السامقة وتتسع به قمصانهم الملطخة بالإسفلت !!
- يؤثثون به القرية التي تمطر عليها السماء بياضاً من الجنة , ويرصدون معه بفلاشات هواتفهم المحمولة ذكرى لسنوات قادمة تخبرهم أن الفرح قد مر من هنا يوماً ما !!
- يطوف الكأس بعد كل إنجاز مضراوي على البيوت , يعبر الشوارع كوجيه مُختال بطلته , يستكين في المقاهي وحتى البوفيات ومحلات العصير , يزور مدارس القرية ويحط رحاله في دواوينها , تعبر أهازيجهم كمعترك بهجة , كرنفال وعرس لا يشبهه أحد.
- بصمة لن تجدها إلا في القديح , فالكأس لا يتوجه من المنصة إلى دولاب النادي , بل يذهب إلى الناس , إلى الكبير والصغير والرجل والمرأة , يذهب إلى المشائخ , يبشرهم ويقبلوه , يحملهم ويحملوه , ينام في أسرتهم ويأخدوه إلى موائدهم كضيف يألفوه ويقدروا حضوره بينهم , يضمد مرضاهم , ويحدثوه عن طموحات مُتجددة بعد كل نصر يظفرون به.
- وما أن تقابل الماره في الشارع إلا ويهنئوك بالإنجاز وإن كنت لا تعرفهم , يسألون : في أي حي وصل الكأس الآن ؟! حتى مجالس النساء تقتطع الكيكة مع البقية , لا شيء يعلو على أحاديث الضيف الجديد على القرية !!
هذه الطقوس الذي امتاز بها الكيان البرتقالي تأتي لتعلق يافطة أن هذا الإنجاز بمجهودات كل أهل هذه القرية وليس بكواسره في صالات الإنجاز ولا بإداراته وطواقمه الفنية والطبية. - بل هو ايضا بسواعد رجال القرية ودعوات نسائها وتوجيهات مشائخها وبدعم صغيرها وكبيرها , لذلك لا غرابة أن يصل رقم مجلس جمعية عمومية هذا النادي لرقمه الحالي , ولا غرابة أن ترى هذا التكاتف والإلتفات من جميع مجالس إداراته , فهنيئاً للقديح .. وعلى درب الإنجازات يطوف ذهبكم في قرية الكواسر .
علي آل غزوي
عضو مجلس إدارة نادي مضر